30‏/06‏/2008

بالحجاب أحلى !!


كعادتها دائماً مليئة بالنشاط ، وبحماس الشباب وابتسامة أمل تزين ملامح وجهها الغضّة ،
انطلقت نحو عملها الجديد وبعينيها ثقة وطاقة تسع "موقف الحافلة" الذي اكتظ بعدد غير قليل من الطلبة والموظفين ..
كانت تعرف أنها ستنتظر كثيراً فأخذت تذكر الله متجاهلة كلمات الإعجاب والإطراء التي كانت تنطلق من خلفها ،
وبحركة عفوية نظرت بجانبها لتعرف أن هذه المعاكسات لم تكن لها !
بل كانت للجميلة بجوارها والتي كشفت عمّا تيسر لها كشفه من جسدها ،
وقبل أن تتمنى أن تصل الحافلة سريعاً لتخلصها من مشهد يثير الإشمئزاز جاءها صوت أحدهم من خلفها
"بعد إذنك يا حاجة" أفسحت له الطريق وهي تراجع تاريخ ميلادها لتكتشف أنها لم تتخطى العشرين بعد ومع ذلك فقد فازت بلقب "الحاجة " مبكرا ً ...
"لا بأس" تمتمت وهي تصعد إلى الحافلة فقد أنساها فرحها بالمقعد الخالي سخافات الكثيرين ...
ولم تطل لحظات سرورها لتترك مقعدها لامرأة عجوز ، وتقف هي تنعي رجولة القاعدين والذين تظاهروا إما بالنوم أو بالنظر إلى النافذة ..
وما إن صعدت الحافلة إحدى الفاتنات حتى هبّ الجميع وقوفاً كل يريد أن يجلسها مكانه !
ضحكت بحسرة زادها ألم قدميها التي تفتّرت من الوقوف ، رمقت الركاب وقد التوت رقابهم نحو الجالسة يلتهمونها بنظراتهم وكأنهم يأخذون منها ثمن جلوسها !
ولم ينقذها من تفكيرها سوى وصول الحافلة ،
أسرعت إلى عملها متناسية مشقة اللحظات السابقة ، توقفت قليلاً تصلح من حالها ..
تذكرت أمها وهي تلح عليها لكي تخلع حجابها فتتزوج سريعاً .. تذكرت كذلك رفضها الشديد وإصرارها على الحجاب ،
نفضت الأفكار عن رأسها فقد وصلت إلى مقر عملها الجديد ..
أدارت عينيها في المكان ثم توجهت سريعاً لتتسلم وظيفتها ..
رمقها المدير بنظرة استغراب عرفت سببها حين نظرت حولها .. كانت هي المحجبة الوحيدة وسط عدد من الخليعات بملابس مثيرة ...
أصرت على البقاء رغم أن نظراتهم جميعاً كانت تقول لها : ليس لك مكان هنا !
لا تدري لماذا قفز إلى رأسها عريسها السابق الذي عندما عرفت أمه أن عروس ابنها لن تخلع حجابها في الحفل أصرّت على فسخ الخِطبة ..
تذكرت لوم أصدقائها .. حسرة أمها التي تراها دائماً في عينيها .. البعثة التي كانت ستنالها لولا الحجاب ..
العائلة .. الأصدقاء .. الشارع .. النادي .. العمل
متاعب في كل مكان !
أفاقت من تخيلاتها واستعاذت فانزوى شيطانها
وبثقة وثبات قامت تعيد شعيرات ذهبية نفرت من حجابها ، وتمتمت بابتسامة راضية :
" الله خير وأبقى" !

28‏/06‏/2008

هل جربت أن تقاوم قلمك ؟؟


كم هو إحساس مؤلم ...
أن يحول بينك وبين القلم شيئاً لا تقوى على دفعه ..
أن تشتعل الفكرة في رأسك ، وتنضج في وجدانك ، وتسيطر على حواسك ...
ثم لا تجد طريقها إلى دفترك ....
كم هو إثم كبير ...
أن تقتل فكرة في مهدها .. أن تمنعها حقها في مثواها .. أن تعجز عن تدوينها ...
لحظات كثيرة قد تعجز فيها عن تدوين أفكارك إما لفتور أو سأم أصابك ،
وإما أن الوقت غير مناسب للورقة والقلم ...
مشاعر غريبة تجتاحني في مثل هذه اللحظات ..
كما مدمن تأخرت جرعته فصار بصره شاخصاً ..
أو وليد يبحث عن أمه وهو يعلم أن طعامه لديها !
وعندما تعتاد مقاومة شوقك للقلم ، فتقتل أفكارك ، وتخنق إحساسك ،
سوف يقل إحساسك بالذنب
ولكنك حتماً ستحمل ثقلاً في صدرك ..
هو حق العقل والقلم !

27‏/06‏/2008

لحظة ندم

تزاحمت الأفكار في رأسها ، وأظلمت الدنيا من حولها ، وأطرقت تحدث نفسها " هذا ما صنعته يداكِ فتحمّلي ، ألم تصرّي على مخالطة هؤلاء الرعاع ، ألست أنت من كنتِ تقولين من قبل أن الخير في كل الناس ولكنه يحتاج إلى من يفتش عنه ويظهره ؟! ألم تصمّي آذانك من قبل عن نصيحة من حولك أن مثل هؤلاء أصلهم فاسد ولا تجدي معهم المعاملة الحسنة ؟! آلان عرفتي ؟!! "
أحسّت بدوار شديد وشريط من الذاكرة يمر أمام عينيها :
تعرفها على فتاة ضائعة .. تقربها منها .. محاولة كسب صداقتها .. تحذير الناس لها .. شرائط .. مطويات .. رسائل .. نصائح .. هدايا وتضحيات ....
" أوووووووووووووووف لا فائدة "
عاد الشريط مجدداً يدور أمام عينيها متحدياً محاولاتها لتجاهله ...
تذكر حين رأتها بصحبة أحدهم في وضع مخجل ،
لا تذكر أرأتها الفتاة أم لا ، لكنها لن تنسى أبداً ذلك الإحساس الأليم فقد تحطم كل ما بنته في سنين ..
أمسكت برأسها الذي أوشك على الإنفجار ، حاولت أن تفكر في شيء آخر حتى عادت إلى البيت وأزالت جميع الأرقام من هاتفها وقررت أن تكتفي بإصلاح نفسها بعد أن فشلت في إصلاح الآخرين ..
كانت كلما رأت الفتاة تتهرب منها ، وكلما حاولت الفتاة التقرب منها تتجاهلها ،
فما زال أثر تجربتها الفاشلة يسيطر عليها ..
ومرت الأيام ...
وتقابلتا ..
وإذا بالفتاة الضائعة لم تعد ضائعة
بعد أن أخذ بيدها من أراد الله له الثواب
أما صاحبتنا ...
فتوارت تعض على شفتيها ندماً
فلم تكن أهلاً للثواب !!

26‏/06‏/2008

الضمير العربي .. بلا ضمير ( 2 )

كانت المرة الأولى التي شاهدت فيها "أوبريت الضمير العربي" قبل بضع شهور في خضم معركة الثانوية أو كما يقولون في "معمعة" المذاكرة ..
وكما يعرف من مرّ قريباً بهذه السنة "الكبيسة" الحالة المزاجية والنفسية " الطبيعية " لهذه المرحلة ..
المهم أنه كان عندي قليلاً من الهم يكفيني ..
حتى أثارت شغفي كلمات الأوبريت التي سمعتها تدندن على لسان إخوتي ، وكالعادة لم أقاوم ولعي بالأعمال الفنية الجديدة فقررت أن أشاهد الأوبريت..
وبعيداً عن أن المقطع الذي يغني فيه "العزبي" لم يروقني فاعتبرته فاصلاً إعلانياً ، فقد توالت المشاهد البشعة لتدمر ما بقي من أعصابي ، وتقضي على صغار أحلامي ...
ورغم أني كنت أذهب ببصري بعيداً في كثير من اللقطات إلا أن شيئاً ما جعلني أتابع المشاهدة ، فكنت كما يقولون "غاوية نكد" ...
ورغم أن المرة الأولى انتهت بالبكاء وحالة من الاكتئاب استمرت عدة أيام – وبالطبع الوقت لا يستدعي اكتئابا –
وإذا علمت أني قد شاهدت الأوبريت للمرة الثالثة والرابعة فلا تسألني عن السبب لأنني بالطبع .... لا أدري !
ولكن ما أدريه حقاً أن مثل هذه الأعمال الفنية في غاية السلبية حتى وإن كان ظاهرها يصب في صالح قضايا الأمة إلا أنها تخفي وراءها قناع الاستكانة والهوان والذي اعتاد العرب ارتدائه على مر القرون ...
لا أدري إن كانت هذه الرؤية مقصودة أم غير مقصودة ؟!
ولكن ما فائدة أن نرى -كشعب- في النهاية مهما كانت قوته فهي محدودة !
ما فائدة أن نشاهد هذه المشاهد البشعة ؟؟
ما فائدة أن نشاهد جثثاً محروقة وأشلاء ممزقة .... ؟؟
نحن نعلم أن هذا الواقع ورأيناه مراراً على القنوات الاخبارية ... ما الذي بيدنا أن نفعله ؟؟
هل مشاهد الاشلاء تحيي الضمائر ؟؟!!
حتى وإن أحيتها فما الذي يمكن أن تفعله ؟!!
لا أحد يجهل دموع الثكالى هنا وهناك ...
ولا أحد ينكر أن هناك من انتهكت حقوقه بصورة يأباها الحيوان ...
كلنا يدرك الصورة المؤلمة التي وصل إليها العالم ...
ولكن في النهاية ...
ما الذي قدمه هذا العمل ؟!
لم يقدم حلاً ، بل هو يشبه تماماً الشجب الذي أتقنه حكام العرب والذي نقده العمل ذاته ...
فعفواً صانع الضمير العربي
فقد قدمت لنا عملاً ..
بلا ضمير !!

25‏/06‏/2008

الضمير العربي .. بلا ضمير ( 1 )

" ماتت قلوب الناس .. ماتت من النخوة .. يمكن نسينا في يوم .. ان العرب إخوة "
هكذا يبدأ أوبريت الضمير العربي لمخرجه الرائع " أحمد العريان " الذي أتحفنا قبل عدة سنوات بــ ( الحلم العربي ) مما يعكس اهتمامه الشديد بالقضية العربية ومن ثَم فإنه مما يثير الاطمئنان أن هناك أحداً في الوسط الفني ما زال يذكر آلام أمته العربية ،
وعلى الجانب الآخر فإنه بالشيء الذي يثير التساؤل : كيف يوازن فنانو العرب – وعلى الأخص الذين شاركو في الأوبريت – بين عمل قيم مثل الضمير العربي وبين أعمال أخرى لا قيمة لها ،
أيحتمل ضميرهم هذا التناقض ؟؟
أم أنه " ساعة لقلبك وساعة لوطنك" ؟!!!
لا أدري كيف أصدق إحساس أحدهم بآلام وطنه وقبل قليل كان يغني لجمال الدنيا في عيون فتاته الساقطة !
آلان فقط قد دري أنها " ماتت من النخوة " !!
وكيف عليّ أن أستوعب أن هذه الخليعة التي كانت تتمايل قبل قليل في أحد كليباتها المثيرة تقف الآن كراهبة في محراب تطلب الرحمة لشعبها المسكين !!
بربك أيّ تناقض هذا ؟؟
ربما حساباتنا تختلف عن حسابات الفنانين ...
لكني كمشاهدة أرفض هذا التناقض
كما أرفض العبث بعقول وعواطف المشاهدين ..
أرفض من يبكيني بضميره الآن ... ليضحكني بكليبه القادم !

أول حلم

رأت الأفقَ يتسع وينبثق عنه شعاعاً ذهبياً .. ساحراً ..
يخترق عينيها الحالمتين ..
وتتبدل رؤيتها ..
فيخضرّ اليابس ، ويبيضّ الأسود ، ويتّسعُ الضيّق ، ويعود الغائب ..
ثم يتحولُ الشعاعُ إلى أذنيها
فلا تسمع عويلاً ، ولا شجباً ، ولا تنديداً
بل هدوء وسكينة تامة ...
ثم انتبهت لتجد الألوان وقد سالت على لوحتها
فطمست معالمها
وعادت عينيها لترى اليابس والأسود والضيّق
وعادت أذنها لتسمع العويل والشجب والتنديد ...
وذهب الحلم ..
ولم يُبقي لها سوى .... قلمٌ حالِم

في ذكرى النكبة

متى ستعرف كم أهواك يا أملاً
أرّقني انتظارك ليلاً طويلا
وجادت لأجلك مقلتيّ
بدل الدموع دماً ثخينا
فراقك ألهب الشوق لديّ
وأعاد الوجدُ جرحاً دفينا
أتذكر يوم كنت ووالديّ
في ظلالك نزرع الزيتونا
نرفل في نعيمك لا يؤرقنا
مستقبلاً أو ماضياً حزينا
نحو مسرى الحبيب وفي أمان
في رحابه ترانا ساجدينا
بربك هل هي لحظات ؟؟
أم حقاً كانت سنينا
يا وطني طال الفراق
وما غير الأمل يحيينا
فلا ( مصر ) ولا ( مملكة )
ولا ( قمة ) ولا عهداً قديما
ذهب الرجال فما بقي
في العرب فارساً أو حتى أميرا
يمسح العار عن جبين أمته
وتعود القدس حصناً حصينا
أيا وطني وفي نكبتك أنعي
أمل العروبة والرجولة فينا