31‏/01‏/2010

فِراق



أخبرها بأن كل شئ قد انتهى ، وأنه اختيار القدر فما لنا سوى الرضا ....
سألته : " أهناك غيري؟"
أطرق ولم يجب ...
عاودت " أهناك غيري؟ "
رفع بصره إليها أخيراً " لكني لن أنساكي "
تركته وما ذرفت لأجله دمعة
" الخائن لا يستحق الدموع "
بهذا أقنعت نفسها ..... أو حاولت
حطمت كل ما يذكرها به
هاهي الصور التي تجمعهم ... لطالما ردد من رآهما معاً أنهما لن يفترقا
وقد افترقا
مزقت صوره .. رسائله .. هداياه
حتى أحلامهما التي حلما بها معاً .... انتزعتها من خاطرها
" مثله لا يستحق سوى النسيان"
ومرت سنين وما سمحت لذكراه أن تمر لحظة بخاطرها
هاتفها وطلب مقابلتها ...
ما عاد يعني لها شيئاً
" لأرى ما يريد "
والتقت عيناهما
"سامحيني"
لم تتغير نبرته الواثقة ...
أومأت برأسها
"بل قوليها"
نظرت في عينيه رأت كل ما كان وكل ما تمزق
تماسكت وهو ما زال واثقاً
لا تدري أواثق هو في ضعفها أم في حبها الذي طواه الغدر والنسيان أم في اي شئ يثق بعد هذا العمر
"قوليها"
لم تتحمل نبرة الرجاء منه كما كانت يوم كانا معاً ...
وجدت نفسها ترددها
" سا محتك .. سامحتك "
وكأنها ما نست الحب الذي كان بل نست الغدر ونست الألم
ونست البعد والزمن
وللمرة الأولى تذرف لأجله الدموع
ويغادر ....
ليسكن قلبها من جديد
......